مخاطر النوم بالعدسات اللاصقة على صحة العين
محمود احمد
محمود احمد
6 October 2025

مخاطر النوم بالعدسات اللاصقة على صحة العين

يلجأ الكثير من الأشخاص إلى استخدام العدسات اللاصقة لما تمنحه من مظهر طبيعي وسهولة في الحركة دون الحاجة إلى النظارات، فهي تُعد خيارًا مريحًا يساعد على تصحيح النظر مع الحفاظ على حرية الأنشطة اليومية. لكن ما لا يدركه البعض أن النوم بالعدسات اللاصقة يمكن أن يؤدي إلى أضرار خطيرة على العين، إذ يعيق تنفس القرنية ويزيد من احتمالية الالتهابات والمضاعفات التي قد تهدد وضوح الرؤية وصحتها على المدى الطويل.

في هذا المقال سنتعرّف معًا على مخاطر النوم بالعدسات اللاصقة وكيف يمكن أن يتحوّل هذا التصرف البسيط إلى مصدر خطر حقيقي لعينيكم. كما سنستعرض العواقب الناتجة عن تجاهل إرشادات الأطباء الخاصة بالاستخدام الآمن، ونقدّم نصائح عملية تساعدكم على حماية العيون والحفاظ على رؤية صحية وآمنة يومًا بعد يوم.

ما مخاطر النوم بالعدسات اللاصقة؟

النوم بالعدسات اللاصقة يُعد من أكثر العادات التي تهدد صحة العين، إذ تمنع العدسة مرور الأكسجين إلى القرنية، فتعمل كحاجز يعزلها عن الهواء. هذا الانقطاع في تدفق الأكسجين يؤدي إلى ما يُعرف بنقص الأكسجة القرنية، ما يُسبب ضعف خلايا القرنية وتغيّر بنيتها الحيوية مع الوقت.

عندما تقل كمية الأكسجين، تصبح بيئة العين مثالية لتكاثر البكتيريا، فترتفع احتمالات العدوى بمعدل يتراوح بين 6 إلى 8 مرات أكثر من من يزيلون العدسات قبل النوم. كما يؤدي تراكم الحطام والجراثيم على سطح العدسة أثناء النوم إلى إحساس بالحرقان والألم، واحمرار العين بشكل واضح، ما يجعل النوم بالعدسات عادة خطيرة يجب تجنّبها تماماً.

هل يسبب النوم بالعدسات التهابات خطيرة؟

نعم، النوم بالعدسات اللاصقة قد يؤدي إلى التهابات عينية خطيرة مثل التهاب القرنية الجرثومي، وهو أحد أكثر الحالات خطورة التي قد تصيب مستخدمي العدسات. فالعدوى يمكن أن تتطور خلال ساعات قليلة، مسببة ألماً حاداً وتشوشاً في الرؤية، وإذا لم يتم علاجها فوراً قد تمتد العدوى عميقاً داخل أنسجة العين.

ما المضاعفات طويلة الأمد؟

إهمال إزالة العدسات قبل النوم قد يتسبب في مضاعفات مزمنة مثل التهيج المستمر وجفاف العين المؤلم، كما قد تتكون تقرحات على سطح القرنية تترك ندوباً دائمة. وفي الحالات النادرة التي تُهمل فيها العدوى لفترة طويلة، قد يؤدي الضرر إلى فقدان دائم في البصر. لذا، خلع العدسة في نهاية اليوم ليس مجرد راحة للعين، بل ضرورة لحمايتها من أخطر العواقب.

لماذا النوم بالعدسات خطير على القرنية؟

عند النوم بالعدسات اللاصقة، ينخفض مستوى الأكسجين الذي يصل إلى سطح القرنية بشكل كبير، خاصةً مع العدسات غير المخصصة للارتداء الليلي. تعمل العدسة كحاجز يغطي القرنية ويمنع مرور الهواء، فينخفض تدفق الأكسجين الطبيعي الذي تحتاجه أنسجة العين للبقاء سليمة. هذا النقص في الأكسجين يؤدي إلى تضخم القرنية وتغيّر في توازن سوائلها، ما يجعلها أكثر عرضة للالتهاب والتهيّج.

ما التأثير على خلايا القرنية؟

انخفاض الأكسجين المستمر يسبب اضطرابات في خلايا القرنية، إذ تتشكل فراغات بين الخلايا مما يسهّل دخول البكتيريا وتكاثرها على سطح العين. مع الوقت، تصبح الخلايا أكثر هشاشة وأقل قدرة على مقاومة العدوى، وقد يؤدي ذلك إلى التهابات متكررة أو تقرحات مؤلمة في القرنية.

ما هي أبرز المشاكل الصحية الناتجة عن النوم بالعدسات؟

تُعد تقرحات القرنية من أكثر المضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عن النوم بالعدسات اللاصقة. تظهر هذه التقرحات على شكل آلام حادة، واحمرار واضح في العين، مع حساسية مفرطة تجاه الضوء وتراجع في حدة الرؤية. تتطلب هذه الحالة تدخلاً طبياً عاجلاً، لأن إهمالها قد يؤدي إلى تلف دائم في أنسجة القرنية وفقدان البصر الجزئي أو الكلي.

هل يؤدي النوم بالعدسات لجفاف العين؟

النوم بالعدسات يمنع العين من الحصول على الترطيب الكافي، مما يؤدي إلى جفاف القرنية. فخلال النوم تقل عملية التهوية الطبيعية، وتتراكم البكتيريا والحطام أسفل العدسة، مما يزيد من الشعور بالانزعاج والتهيج عند الاستيقاظ ويجعل العين أكثر عرضة للالتهاب والاحمرار المستمر.

ما أعراض العدوى الناتجة عن العدسات؟

قد يؤدي النوم بالعدسات إلى عدوى العين، خاصة مع تراكم الجراثيم وقلة الأكسجين. تتمثل الأعراض في علامات مزعجة تدل على وجود التهاب يحتاج إلى علاج فوري، مثل:

  • احمرار متواصل لا يزول مع الوقت.
  • ألم شديد يزداد بالحركة أو عند التعرض للضوء.
  • إفرازات غير طبيعية أو لزجة من العين.
  • تدنٍ واضح في الرؤية وصعوبة في التركيز البصري.
  • حساسية مرتفعة تجاه الضوء الطبيعي أو الاصطناعي.

وإذا أُهمِلت هذه الأعراض، فقد تتطور العدوى إلى التهابات بكتيرية أو فطرية خطيرة، أو حتى إلى تقرحات في القرنية والتهاب باطن العين، مما يجعل التدخل المبكر أمراً ضرورياً للحفاظ على سلامة النظر.

كيف يمكن تقليل مخاطر العدسات اللاصقة أثناء النوم؟

  • إزالة العدسات اللاصقة دائمًا قبل النوم، حتى وإن شعرتم بالتعب، فالنوم بها يزيد من خطر الالتهابات بشكل كبير.
  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل لمس العدسات أو العين لتقليل انتقال البكتيريا أو الشوائب.
  • عدم ارتداء العدسات لمدة تتجاوز المدة الموصى بها طبيًا، والتي تتراوح عادة بين 8 إلى 12 ساعة للعدسات اليومية.
  • التخلص من العدسات اليومية بعد استخدامها وعدم محاولة تنظيفها أو إعادة استعمالها مرة أخرى.
  • تجنب ارتداء العدسات أثناء السباحة أو الاستحمام لأنها قد تتلوث بسهولة بالماء وتؤدي إلى التهابات خطيرة.
  • استخدام قطرات مرطبة مخصصة للعين عند الحاجة، بشرط أن تكون معتمدة من الطبيب المختص.
  • مراقبة أي علامات تهيج أو احمرار أو ألم في العين، والتوجه للطبيب فورًا عند ظهورها.
  • عدم تبديل نوع العدسات دون استشارة الطبيب، فكل نوع صُمم بمواد وصفات مختلفة تناسب احتياجات معينة.

هل العدسات اليومية أقل خطورة؟

العدسات اليومية تُعد أقل خطورة من العدسات الدائمة من حيث احتمال العدوى أو التهيج، لأنها تُستبدل يوميًا ولا تُستخدم أكثر من مرة. هذا الاستبدال المنتظم يمنع تراكم البكتيريا والجراثيم على سطح العدسة، مما يساهم في الحفاظ على صحة العين وتقليل احتمال الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بالنوم بالعدسات اللاصقة.

ما هي أفضل العدسات اللاصقة الطبية الشفافة المتوفرة؟

يوفر متجر عيون عبير للبصريات مجموعة مميزة من العدسات الطبية الشفافة التي تلائم مختلف الاحتياجات البصرية، وتجمع بين جودة التصنيع العالية وراحة الاستخدام اليومية:

عدسات أكيوفيو مويست الطبية اليومية

تُعد عدسات أكيوفيو مويست من الخيارات اليومية المريحة من شركة جونسون آند جونسون، حيث تم تصميمها للاستخدام لمرة واحدة فقط. تعتمد العدسات على تقنية الكربون التي توفر ترطيبًا طويل الأمد، مما يجعلها مثالية للعيون الجافة أو الحساسة. كما تحتوي على حماية من الأشعة فوق البنفسجية لتقليل تأثير أشعة الشمس الضارة.

عدسات ليناس الشفافة

تمتاز عدسات ليناس الشفافة بإمكانية استخدامها لمدة تصل إلى 3 أشهر بعد الفتح، وهي مناسبة لتصحيح قصر أو طول النظر. تحتوي العدسات على ماء بنسبة 38%، ما يمنح العين ترطيبًا مستمرًا طوال فترة الاستخدام.

ما العادات الصحية للوقاية من مخاطر العدسات اللاصقة؟

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل لمس أو تركيب العدسات لتجنب انتقال البكتيريا أو الأوساخ إلى العين.
  • تنظيف العدسات اللاصقة يوميًا باستخدام المحلول المخصص واتباع تعليمات الشركة المصنعة بدقة.
  • استبدال المحلول في كل مرة وعدم إعادة استخدامه للحفاظ على نقاء العدسات ومنع تراكم الملوثات.
  • تجنب مشاركة العدسات مع أي شخص آخر مهما كانت الظروف لتفادي انتقال العدوى.
  • عدم النوم بالعدسات اللاصقة إلا إذا كانت معدّة لذلك، وبعد استشارة الطبيب المختص.
  • المحافظة على نظافة علبة العدسات وتجفيفها جيدًا وتغييرها بانتظام لتقليل تكون البكتيريا.
  • الالتزام بجدول استبدال العدسات حسب نوعها، سواء كانت يومية أو شهرية أو غيرها حسب التوصية.
  • في حالة العدسات اليومية ذات الاستخدام الواحد، يجب التخلص من العدسة بعد الاستعمال مباشرة دون إعادة استخدامها.

ما فوائد الالتزام بالعادات السليمة؟

الاهتمام بعادات العناية والنظافة يقلل بدرجة كبيرة من مخاطر النوم بالعدسات اللاصقة وغيرها من المشكلات الصحية، مثل العدوى البكتيرية، وجفاف العين، وتهيجها، أو حدوث التهابات وتقرحات في القرنية. الالتزام بهذه الممارسات يساعدكم على الحفاظ على راحة العين وجودة الرؤية اليومية بوضوح وأمان.

الخلاصة

النوم بالعدسات اللاصقة يعرض العين لمخاطر جسيمة مثل العدوى البكتيرية، وتقرحات القرنية، وجفاف العين الشديد، ما قد يؤثر على وضوح الرؤية وصحتها على المدى الطويل. لتفادي هذه المشكلات، يجب إزالة العدسات قبل النوم والالتزام بعادات النظافة والعناية اليومية التي تضمن سلامة العينين وجودة النظر.