تشهد حياتكم اليومية تزايدًا مستمرًا في استخدام الهواتف الذكية، مما يثير تساؤلات هامة حول صحة العين. ربما لاحظتم أن البعض يختار ارتداء النظارات الشمسية أثناء تصفح الهاتف أو العمل على الأجهزة الرقمية، على أمل أن تحمي عيونهم من التأثيرات الضارة لهذه الشاشات. لكن، هل النظارات الشمسية تحمي العين من الهاتف فعلًا؟ هذا السؤال أصبح أكثر إلحاحًا مع تصاعد المخاوف المرتبطة بإجهاد العين والتعرض المطوّل للإشعاعات المنبعثة من الشاشات.
في هذا المقال، تجدون إجابات علمية دقيقة تستند إلى توصيات الأطباء والدراسات الطبية حول فعالية لبس النظارات الشمسية عند استخدام الهاتف. سنوضح لكم آلية عمل كل نوع من النظارات، ونبيّن مدى قدرتها على الوقاية من أضرار الضوء الأزرق وإجهاد العين الناتج عن الشاشات الرقمية، لنساعدكم في اختيار الحل الأنسب للحفاظ على صحة أعينكم.
هل النظارات الشمسية تحمي العين من الهاتف؟
تؤدي النظارات الشمسية مهمة أساسية تتمثل في حماية أعينكم من الأشعة فوق البنفسجية (UVA، UVB) وتقليل سطوع الضوء المرئي والغبار. مع ذلك، فإن الغرض منها ليس حجب الضوء الأزرق الصادر عن شاشات الهواتف المحمولة. الضوء الأزرق، الذي يعتبر من العوامل المؤثرة في إرهاق العين عند استخدام الأجهزة الإلكترونية، لا يتخصّص معظم أنواع النظارات الشمسية في تقليل آثاره أو منع وصوله للعينين.
قد تساعد العدسات الداكنة في تخفيف قوة الإضاءة عند استخدام الهاتف في أماكن شديدة السطوع، مثل الخارج أثناء النهار، إلا أن هذا التخفيف يشمل سطوع الضوء بشكل عام ولا يوفّر حماية فعلية ضد إجهاد العين الناتج عن التعرض المستمر للضوء الأزرق عالي الطاقة. إذا كنتم تسعون للوقاية من ضرر الشاشات الرقمية، يُوصى باختيار نظارات طبية أو نظارات مخصصة لحجب الضوء الأزرق بدلاً من الاعتماد على النظارات الشمسية التقليدية.
ما هي أنواع الضوء المنبعث من الهاتف؟
معظم الهواتف الذكية الحديثة تعتمد في عرض الصور على تقنيات شاشات متنوعة مثل LCD، OLED أو AMOLED، بالإضافة إلى MicroLED في بعض الأجهزة الجديدة. كل تقنية من هذه التقنيات تمتلك آلية خاصة لإنتاج الصورة، إلا أنها تشترك جميعًا في إصدار ضوء قوي يغطي الطيف المرئي وخاصة الجزء الأزرق منه. شاشات LCD تستخدم إضاءة خلفية تعتمد غالبًا على مصابيح LED بيضاء يتم تحويل ضوءها عبر مرشحات لونية لإنتاج الصورة، في حين تولد شاشات OLED وAMOLED الضوء مباشرة عن طريق مرور تيار كهربائي في مواد عضوية مشعة، ما يمنحها القدرة على تقديم تباين أعلى ودرجات لون أكثر تشبعًا. أما تقنية MicroLED فتستخدم مصابيح صغيرة جدًا قادرة على إسقاط ألوان دقيقة وسطوع مرتفع.
عند النظر إلى شاشة الهاتف، تتعرض العين لمجموعة واسعة من الضوء المرئي في جميع أنواعه، لكن الجانب الأكثر تأثيرًا يتمثل في الكم الكبير من الضوء الأزرق عالي الطاقة المنبعث منها. هذا التركيز العالي للضوء الأزرق هو ما يثير القلق حيال تأثيره على العينين، خاصة مع الاستخدام المطول أو في الإضاءة المنخفضة.
كيف يُصدر الهاتف الضوء الأزرق؟
تنشأ نسبة كبيرة من الضوء الأزرق عند تشغيل شاشة الهاتف، حيث تعتمد معظم تقنيات الشاشات على تركيبة بيكسلات تنتج اللون الأبيض من مزج ألوان رئيسة: الأحمر، الأخضر، والأزرق. خلال هذه العملية، يظهر الضوء الأزرق بنسبة ملحوظة أعلى من الألوان الأخرى، لا سيما مع سطوع الشاشة أو استخدام الخلفيات البيضاء وبعض التطبيقات.
- الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة يتميز بقدرته على النفاذ عبر أجزاء العين وصولًا إلى الشبكية.
- يعتقد أن التعرض المستمر أو المكثف لهذا الضوء الأزرق يسهم في إرهاق العين وقد يعيق إفراز هرمون الميلاتونين، ما يسبب اضطرابات النوم إذا تم استخدام الهاتف ليلًا.
- للضوء الأزرق تأثير واضح عند الاستخدام المطول وفي الأجواء المظلمة، ما يجعل استخدام تقنيات "الوضع الليلي" أو فلترة الضوء مفيدًا لتقليل التأثيرات السلبية.
هل هناك أشعة ضارة أخرى؟
شاشات الهواتف تقتصر في إصدارها على الضوء المنظور وما حوله، ولا تُنتج أي أشعة فوق بنفسجية ضارة كالتي توجد في أشعة الشمس. تبقى أنواع الضوء المنبعث منها ضمن الطيف الآمن نسبيًا، مع بروز الضوء الأزرق كمصدر رئيسي لإجهاد العين فقط.
كيف تحمي النظارات الشمسية العين؟
العدسات في النظارات الشمسية الفعالة مزوّدة بطلاءات أو مصنوعة من مواد متخصصة مثل البوليكاربونيت، ما يسمح لها بحجب 100% من أشعة UVA وUVB التي تعد الأكثر ضررًا للعين. بعض العدسات تأتي بلون معتم (tint)، ما يقلل مستوى الضوء المرئي الذي يصل إلى العين، وهذا يوفر مزيدًا من الراحة ويقلل الإجهاد البصري في الأجواء شديدة السطوع، مثل عند القيادة نهارًا أو التواجد على الشاطئ. لكن يجب الانتباه إلى أن اعتام العدسة وحده لا يكفي للحماية من الأشعة الضارة إذا لم تتوفر طبقة حماية مخصصة للأشعة فوق البنفسجية.
مثال على ذلك: توجد عدسات ذات تعتيم قوي توفر راحة للعين في الأجواء المشمسة، لكنها قد لا تحمي من الأشعة ما لم تحمل علامة UV400 أو مواصفات تمنع الأشعة فوق البنفسجية بشكل فعلي.
ما الفرق بين العدسات المستقطبة والعادية؟
العدسات المستقطبة مصممة خصيصًا لتقليل الانعكاسات الناتجة عن الضوء الأفقي، مثل الغوهج الذي يظهر فوق الماء أو على الطرقات المبللة أو فوق الثلوج، ما يمنح رؤية أوضح وأقل إجهادًا في هذه الظروف. في المقابل، العدسات العادية تكتفي غالبًا بحجب الأشعة فوق البنفسجية وتعتيم الضوء من دون معالجة انعكاسات الغوهج بشكل فعال.
وعند المقارنة، فإن كفاءة العدسات المستقطبة تحصر في تقليل الغوهج أثناء الأنشطة الخارجية، لكنها لا توفر حماية إضافية من الضوء الأزرق الصادر عن شاشات الهواتف أو الحواسيب، وهو ما هي ليست مخصصة له. أما العدسات العادية فقد تقدم الحماية الأساسية من الأشعة الضارة إذا كانت مزودة بطبقة UV، لكنها لا تمنع الغوهج بنفس فعالية العدسات المستقطبة.
ما هو دور الطلاءات والمواد؟
- طبقة حماية UV (UV400) تضمن حجب جميع الأشعة فوق البنفسجية الضارة حتى طول موجي قدره 400 نانومتر.
- الطلاءات المستقطبة تقلل من الانعكاسات والغوهج الناتج عن الأسطح العاكسة، مما يزيد وضوح الرؤية في الأجواء الساطعة.
- طبقة مضادة للانعكاس (AR) تعمل على تحسين جودة الرؤية عبر تقليل التشتت والإزعاج الناتج عن الانعكاسات الداخلية على سطح العدسة.
- بعض العدسات الشفافة، لا سيما الطبية منها، تزوّد بطبقة خاصة تقدم حماية من الأشعة فوق البنفسجية، حتى بدون درجة تعتيم.
هذه العناصر مجتمعة تجعل من النظارات الشمسية أداة فعالة لحماية العين من مخاطر أشعة الشمس والانعكاسات الضارة، وليس من الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الرقمية.
هل تقي النظارات الشمسية من الضوء الأزرق للهاتف؟
النظارات الشمسية العادية ليست مصممة لحماية العين من الضوء الأزرق المنبعث من شاشة الهاتف أو الكمبيوتر. رغم أن ألوان بعض العدسات المصبوغة قد تخفف حدة الضوء الأزرق جزئيًا، إلا أن هذا التخفيف غالبًا ما يكون بسيطًا وغير كافٍ للحد من إجهاد العين المرتبط باستخدام الشاشات أو التأثيرات السلبية على النوم.
عند المقارنة بين الأنواع المختلفة، تبرز النظارات الطبية المزودة بعدسات فلترة الضوء الأزرق (blue light filter) كخيار فعال لحماية العين من تأثير شاشات الأجهزة الذكية. هذه العدسات متخصصة في حجب الضوء الأزرق الضار الصادر من الشاشات الإلكترونية بشكل واضح وملحوظ، بينما تبقى النظارات الشمسية مخصصة للحماية من الأشعة فوق البنفسجية وأشعة الشمس الخارجية. لذلك، إذا كان الهدف حماية العين من أضرار الهاتف أو الحاسوب، فإن نظارات البلو لايت أو الطبية بفلتر الضوء الأزرق تتفوق بكثير على النظارات الشمسية التقليدية.
- ينصح باستخدام نظارات البلو لايت أو العدسات الطبية المفلترة للضوء الأزرق داخل الأماكن المغلقة وأثناء العمل الطويل أو التصفح أمام الشاشات الإلكترونية.
- استخدام النظارات الشمسية مثالي عند التواجد في الهواء الطلق خلال النهار، خاصةً للحماية من أشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية.
- لا تحقق النظارات الشمسية منفعة تذكر في تقليل الضوء الأزرق المنبعث من أجهزة الهاتف أو الكمبيوتر، لذا لا يُعتمد عليها في بيئة الشاشات الإلكترونية.
ما هي أضرار التعرض الطويل لضوء الهواتف؟
عند التحديق لفترات طويلة في شاشات الهواتف، تتعرض العيون باستمرار لضوء أزرق ذي طاقة عالية. تُظهر الدراسات أن هذا النوع من الضوء قد يؤدي تدريجيًا إلى توتر الشبكية، ما يزيد احتمالات ظهور بعض الأمراض التنكسية في العين، خاصة مع الاستخدام المزمن. إلا أن أغلب هذه الأضرار مؤقتة وغالبًا ما تتجسد في شكل إجهاد بصري، مع بعض التأثيرات التي تزول مع الراحة وتقليل التعرض.
الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات لا يؤثر على صحة العين فقط؛ بل يتداخل أيضًا مع الإيقاع الحيوي للجسم. فعند استخدام الهواتف في المساء أو قبل النوم، يقل إنتاج هرمون الميلاتونين المرتبط بالنوم. هذا التثبيط يخلّ بتوازن دورة النوم الطبيعية، ما يسبب مشكلات وصعوبة في الاستغراق بالنوم، وهو ما يشتكي منه الكثيرون ممن يتصفحون هواتفهم في السرير قبل النوم.
تشمل أعراض إجهاد العين الرقمي أو ما يُعرف بمتلازمة رؤية الكمبيوتر ما يلي:
- قد يعاني الكثيرون من جفاف العين بسبب قلة الرَمش أثناء التحديق الطويل في الشاشة.
- يمكن أن تظهر حالات تشوش الرؤية المؤقت بعد استعمال الهاتف لفترات ممتدة.
- يُلاحظ شعور بالحرقة أو الحكة في العينين، وهو إحساس شائع مع التعرض المستمر للضوء الأزرق.
- غالبًا ما يترافق استخدام الشاشات مع صداع يزداد حدة مع طول فترة النظر.
- قد تظهر الزغللة أو صعوبة تثبيت التركيز البصري عند التحديق المطول في الهاتف، مما يضطر البعض لإغلاق العينين أو إبعاد الهاتف لاستعادة الراحة البصرية.
تنعكس هذه الأعراض بشكل أكبر على من يعتمدون على الهواتف الذكية بشكل يومي، ما يستدعي وعيًا بأهمية الاعتدال في استخدام الأجهزة الإلكترونية لحماية صحة العين والنوم.
ما هي أفضل الحلول للوقاية من ضرر شاشات الهواتف؟
عند مواجهة سؤال مثل "هل النظارات الشمسية تحمي العين من الهاتف؟" تظهر أهمية معرفة البدائل المخصصة للحماية من أشعة الشاشات. النظارات المصممة لهذا الغرض تحمل عدسات بفلتر ضوء أزرق، وتعرف بنظارات بلو لايت. هذه العدسات تعمل على تقليل كمية الضوء الأزرق الذي يصل إلى العين، وهذا الضوء هو المسبب الرئيسي لإجهاد العين عند استخدام الهواتف الذكية لفترات طويلة. استخدام هذه النظارات يعد الوسيلة الأكثر فعالية للحد من التعب البصري والحفاظ على راحة العين أثناء التفاعل اليومي مع مختلف الشاشات.
من بين العادات الصحية التي تساعد في الوقاية من ضرر الشاشات، هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن اعتمادها:
- اتباع قاعدة 20-20-20 وذلك بالنظر كل 20 دقيقة لمدة 20 ثانية إلى جسم يبعد عنكم 20 قدمًا، مما يخفف الضغط المستمر على عضلات العين.
- تقليل سطوع الشاشة لتقليل الانبعاث الضوئي القوي الذي قد يرهق العينين على المدى الطويل.
- أخذ فواصل منتظمة طوال فترة استعمال الهاتف أو الكمبيوتر، والابتعاد عن الشاشة لدقائق قصيرة كل فترة.
- ترطيب العين بشكل اصطناعي باستخدام قطرات معدَّة خصيصًا لتقليل الجفاف الناتج عن قلة الرمش أثناء النظر المطول للشاشة.
- ضبط الإضاءة المحيطة بالمكان بحيث تكون متوازنة ولا تسبب انعكاسات أو سطوعًا زائدًا على الشاشة.
- الحد من استخدام الهاتف في الفترات الليلية للحفاظ على راحة العين وجودة النوم.
هناك أيضًا إعدادات داخل الهاتف يمكن أن تحسن من تجربة المشاهدة وتقلل من تأثير الشاشات على العين، مثل تفعيل "الوضع الليلي" أو استخدام "فلاتر الضوء الأزرق" التي تقوم بتقليل الإشعاع الأزرق خصوصاً في المساء. بالإضافة إلى ذلك، تعديل حجم الخط وزيادة التباين يجعل القراءة أسهل، ويقلل من حاجة العينين للتركيز المفرط، وكلما تم تفعيل هذه الإعدادات بشكل استباقي زادت فائدتها في الوقاية من المشاكل البصرية.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل يمكنني النظر إلى هاتفي مع ارتداء النظارات الشمسية؟
يمكنكم النظر إلى شاشة الهاتف أثناء ارتداء نظارات شمسية غير مستقطبة، ولن تجدوا عادة مشاكل كبيرة في وضوح القراءة، لكن يجدر التذكير أنها لا توفر حماية من الضوء الأزرق.
هل النظارات الشمسية تحمي العين؟
تلعب النظارات الشمسية دورًا فعالًا جدًا في حماية العين من أشعة الشمس فوق البنفسجية (UV)، خاصة إذا كنتم تختارون نظارات شمسية مطابقة للمعايير الطبية والعلامات التجارية الموثقة والمعتمدة.
- تمنع هذه النظارات نفاذ الأشعة الضارة إلى العين، ما يقلل من خطر التعرض لمشاكل مثل إعتام عدسة العين أو تلف الشبكية مع كثرة التعرض للشمس.
- لكنها لا توفر الحماية اللازمة ضد الضوء الأزرق الصناعي المنبعث من شاشات الهواتف الذكية.
هل نظارات طبية تحمي من أشعة الهاتف؟
النظارات الطبية المزودة بفلترة الضوء الأزرق تساهم فعليًا في تقليل الأثر الضار لأشعة الهاتف على العينين، حيث تحد من وصول الضوء الأزرق عالي الطاقة للعين وتقلل من إجهاد العين الذي يظهر مع استخدام الشاشات لفترات طويلة.
ما هي أفضل نظارات حماية العين من شاشة الجوال؟
أفضل خيار لحماية العين من شاشة الجوال هو استخدام نظارات بلو لايت المتخصصة، فهي تقدم حماية فعالة ضد إجهاد العين الناتج عن الضوء الأزرق. في هذا السياق، يوفر عيون عبير للبصريات خيارات متعددة من نظارات البلو لايت التي تجمع بين الحماية البصرية العالية والتصاميم العصرية الملائمة لجميع الأذواق، ما يجعلها مثالية للاستخدام اليومي أمام الشاشات.
الخلاصة
عند التساؤل: هل النظارات الشمسية تحمي العين من الهاتف؟ يتضح أن استخدامها لا يوفر حماية فعلية ضد الأضرار الناتجة عن شاشات الهواتف، حيث يقتصر دورها على وقاية العين من أشعة الشمس عند التواجد في الأماكن الخارجية. وإذا كنتم تبحثون عن حلول متخصصة لحماية أعينكم من الضوء الأزرق، يقدم متجر عيون عبير للبصريات مجموعة من النظارات الطبية المزودة بعدسات بلو لايت مصممة خصيصًا لتقليل إجهاد العين الناتج عن استخدام الأجهزة الرقمية.