حساسية العين من العدسات: الأسباب والعلاجات
محمود احمد
محمود احمد
11 أكتوبر 2025

حساسية العين من العدسات: الأسباب والعلاجات الفعّالة

قد يشعر العديد منكم ممن يستخدمون العدسات اللاصقة بحكة مزعجة أو حرقة مفاجئة في العين تجعل الرؤية مشوشة وغير مريحة، خاصة بعد ساعات من ارتدائها. هذه الأعراض ليست مجرد انزعاج بسيط، بل قد تكون علامة واضحة على حساسية العين من العدسات، وهي من المشكلات التي تؤثر بشكل مباشر على الراحة اليومية وعلى صحة العين على المدى الطويل.

في هذا المقال، سنتعرّف معًا على الأسباب البيولوجية والبيئية التي تجعل العين أكثر عرضة للحساسية عند ارتداء العدسات، وكيف يمكنكم الوقاية منها والتعامل معها بطرق فعالة. سنتناول أيضًا تفاصيل اختيار العدسات المناسبة لأنواع العيون المختلفة، وأساليب العناية اليومية السليمة بها، إلى جانب أهم النصائح الطبية لتجنّب المضاعفات والحفاظ على سلامة العينين ونقائهما.

ما أسباب حساسية العين من العدسات؟

تعمل العدسات اللاصقة كحاجز يمنع خروج المواد المسببة للحساسية من سطح العين، ما يؤدي إلى تراكمها وزيادة التفاعل التحسسي. وعند التعرض لعوامل مثل الغبار أو حبوب اللقاح، يستجيب الجسم بإفراز الهيستامين الذي يسبب الحكة والاحمرار وزيادة الدموع، لتظهر أعراض حساسية العين من العدسات بشكل واضح ومزعج.

ما أهم العوامل البيولوجية؟

  • تراكم البروتينات والبكتيريا على العدسات يؤدي إلى تهيّج مستمر في العين ويرفع خطر الإصابة بالتهاب القرنية أو الملتحمة.
  • نقص الأكسجين الناتج عن العدسات طويلة الأمد يضعف دفاعات العين الطبيعية، ما يجعلها أكثر عرضة للتحسس والالتهابات.
  • جفاف العين المزمن يجعل العدسة أقل راحة ويزيد من الاحتكاك بين السطح العيني والعدسة، مما يفاقم الأعراض التحسسية.

ما الأسباب البيئية الشائعة؟

  • محتوى الماء المرتفع في العدسات اللينة قد يشجّع على نمو البكتيريا، خصوصًا في حال قلة العناية والتنظيف المنتظم.
  • المحاليل التي تحتوي على مواد حافظة يمكن أن تسبب تفاعلات تحسسية لدى بعض المستخدمين، خاصة عند الاستخدام اليومي الطويل.
  • العوامل المهيجة مثل الغبار والهواء الجاف أو أجهزة التكييف تزيد من جفاف العين وتضاعف احتمالية ظهور حساسية العين من العدسات.

ما مضاعفات تحسس العين من العدسات؟

تحسس العين من العدسات قد يبدو بسيطًا في البداية، لكنه قد يتطور سريعًا إذا لم تتم معالجته بالشكل الصحيح. فالتهابات العين الناتجة عن العدسات غالبًا ما ترتبط بسوء النظافة أو بارتداء العدسات لفترات طويلة، ما يعرض العين لمخاطر جسيمة مثل التقرحات أو الالتهابات العميقة.

يؤدي عدم ملاءمة العدسات للعين أو استخدامها بطريقة غير صحيحة إلى خدوش على سطح القرنية، أو حتى إلى نمو أوعية دموية جديدة داخلها، وهو ما قد يؤثر على صفاء الرؤية ويجعل استخدام العدسات أكثر صعوبة مستقبلاً. كما أن النوم بالعدسات أو ارتداءها لساعات طويلة يزيد خطر الجفاف والالتهاب، مما يجعل العين أكثر عرضة للبكتيريا والمضاعفات الخطرة.

ما أخطر المضاعفات؟

  • قد تسبب العدوى البكتيرية أو القرحة القرنية ألمًا شديدًا وتشوشًا في الرؤية، وتتطلب علاجًا فوريًا لتجنب تلف دائم في القرنية.
  • يمكن أن يؤدي التهاب الملتحمة إلى تهيج، واحمرار مستمر، وإفرازات تعيق وضوح الرؤية.
  • في الحالات المهملة، قد يحدث فقدان مؤقت أو دائم للرؤية إذا لم يُعالج التحسس بسرعة وكفاءة.
  • استخدام العدسات غير المناسبة أو العناية غير الكافية بها قد يؤدي إلى خدش سطح العين أو نمو أوعية دموية جديدة داخل القرنية.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

يُنصح بعدم التهاون مع أي أعراض غير مألوفة عند ارتداء العدسات. فكلما تم التدخل الطبي مبكرًا، كانت فرص الشفاء أسرع وأفضل.

يجب مراجعة الطبيب فورًا في الحالات التالية:

  • استمرار الألم أو الشعور بالوخز حتى بعد نزع العدسات.
  • احمرار شديد أو تورم بالعين لا يزول خلال ساعات.
  • ملاحظة تغير في وضوح الرؤية أو ظهور هالات حول الضوء.
  • استمرار الإفرازات أو التهيج رغم تنظيف العين والتوقف عن ارتداء العدسات.

كيف يمكن الوقاية من حساسية العدسات اللاصقة؟

الوقاية من حساسية العين من العدسات تبدأ من اتباع روتين عناية دقيق يحافظ على نظافة العدسات والعين معاً، ويمنع تراكم البكتيريا أو المواد المسببة للتهيج.

ما أهمية النظافة والعناية؟

النظافة اليومية هي الخط الدفاعي الأول ضد التحسس، فكل إهمال في تنظيف العدسات أو تأخير استبدالها يسمح بتراكم البروتينات والجراثيم التي تثير رد فعل تحسسي. الالتزام بالتعليمات يجنّب معظم حالات التهيج التي يعاني منها مستخدمو العدسات.

  1. غسل اليدين جيداً قبل لمس العدسات أو العين لتجنب نقل الجراثيم.
  2. تنظيف العدسات بالمحلول المخصص يومياً وعدم استخدام ماء الصنبور إطلاقاً.
  3. تبديل العدسات في المواعيد المحددة وعدم تمديد فترة الاستخدام.
  4. تجنب السباحة أو الاستحمام أثناء ارتداء العدسات.
  5. إزالة العدسات قبل النوم مهما كان نوعها، حتى لو كانت مخصصة للارتداء الطويل.
  6. استخدام القطرات المرطبة التي يوصي بها الطبيب لتقليل الجفاف والتهيج.

هل يؤثر نوع العدسات على الحساسية؟

نعم، نوع العدسات يلعب دوراً كبيراً في الوقاية من التحسس. العدسات اليومية تُعد خياراً آمناً للعيون الحساسة لأنها تُستخدم لمرة واحدة فقط، مما يمنع تراكم البروتينات أو البكتيريا على سطحها. أما العدسات الشهرية أو الطويلة الاستخدام فقد تزيد احتمالية التحسس إذا لم تُعقم بعناية أو استُخدمت لفترات أطول من المسموح.

ما دور المحاليل المستخدمة؟

المحاليل الخاصة بتنظيف العدسات قد تحتوي على مواد حافظة تسبب تهيجاً لدى بعض الأشخاص. لذلك يُنصح باختيار محاليل خالية من المواد الحافظة أو مخصصة للعيون الحساسة. كما يمكن لمن يعانون من حساسية شديدة استخدام عدسات لا تحتاج إلى محاليل على الإطلاق، مثل العدسات اليومية ذات الاستخدام الواحد، لتقليل خطر التحسس قدر الإمكان.

هل العدسات اليومية أفضل للعيون الحساسة؟

تُعد العدسات اليومية خيارًا مريحًا للعديد من الأشخاص الذين يعانون من حساسية العين من العدسات، لأنها تُستخدم ليوم واحد فقط ثم تُرمى، مما يقلل احتمال تراكم الشوائب أو الرواسب التي قد تُسبب تهيّجًا أو التهابات. وعلى عكس العدسات الأسبوعية أو الشهرية التي تتطلب تنظيفًا منتظمًا، تتيح العدسات اليومية تجربة أكثر نظافة وأمانًا، خاصة لمن يعانون من حساسية تجاه بعض محاليل التنظيف. كما أن تقليل الحاجة لتلك المحاليل يقلل التعرض للمواد الحافظة التي تثير العين في بعض الأحيان.

إضافة إلى ذلك، تمتاز العدسات اليومية بتصميم دقيق ومواد ليّنة تسمح بمرور الأوكسجين إلى العين بسلاسة، ما يساعد في الحفاظ على صحتها على مدار اليوم. وبفضل هذا التصميم، يمكن الحد من الشعور بالجفاف أو الاحمرار، مما يجعلها خيارًا مريحًا وآمنًا للاستخدام اليومي.

ما آلية تأثير العدسات اليومية؟

تعمل العدسات اليومية على حماية العين من تراكم البكتيريا والمواد المسببة للحساسية لأنها تُستخدم مرة واحدة فقط. هذا الاستخدام القصير الأمد يقلل فرص انتقال الشوائب أو تراكم البروتينات على سطح العدسة، ما يخفف من التهيج المحتمل. كما أن عدم الحاجة إلى تنظيفها يوميًا أو تخزينها يحد من مخاطر العدوى الناتجة عن التعامل المتكرر مع العدسة أو المحاليل المستخدمة.

كيف تساهم المواد المرطبة في الراحة؟

تحتوي بعض العدسات اليومية مثل أكيوفيو مويست على تقنيات ترطيب متقدمة تعمل على إبقاء سطح العدسة رطبًا طوال اليوم. تساعد هذه التقنيات في تقليل تبخر الدموع والحفاظ على توازن رطوبة العين الطبيعي، ما يقلل الشعور بالجفاف ويعزز الإحساس بالراحة. هذا الترطيب المستمر يجعل العدسات اليومية مناسبة للأشخاص الذين يعانون من الجفاف أو الحساسية، ويمنحهم تجربة استخدام أكثر سهولة ونعومة دون انزعاج.

ما هي أفضل العدسات الطبية للوقاية من حساسية العين؟

يحرص متجر عيون عبير للبصريات على تقديم عدسات طبية مختارة بعناية لتناسب من يعانون من حساسية العين من العدسات، حيث تجمع بين الأمان، الراحة، والقدرة على الحفاظ على رطوبة العين طوال فترة الاستخدام:

عدسات أكيوفيو مويست اليومية

تُعد عدسات أكيوفيو مويست اليومية من شركة جونسون خيارًا مثاليًا للعيون الحساسة أو الجافة، إذ تأتي في عبوة تحتوي على 30 عدسة شفافة مخصصة للاستخدام اليومي. تعتمد هذه العدسات على تقنية لاكريون (LACREON®) التي تساعد في الحفاظ على الترطيب وتقليل التهيج الناتج عن الجفاف أو الحساسية.

عدسات آير أوبتكس الشهرية

لمن يفضلون الاستخدام الطويل، توفر عدسات آير أوبتكس الشهرية حماية فعالة وراحة ملحوظة خلال اليوم. تُصنع العدسات بتقنية HydraGlyde® المرطبة التي تحافظ على الرطوبة داخل العدسة لفترة أطول، إضافة إلى تقنية SmartShield® التي تمنع تراكم الرواسب وتحمي العين من الالتهابات والمهيجات الشائعة.


ما الفرق بين العدسات اليومية والشهرية لحساسية العين؟

تؤثر طبيعة العدسات المستخدمة بشكل مباشر على راحة العين وسلامتها، خاصةً لمن يعانون من حساسية العين من العدسات. تُعد العدسات اليومية مثل أكيوفيو مويست خيارًا يمنح أعلى مستويات النظافة، إذ تُستخدم ليوم واحد فقط ثم يتم التخلص منها، مما يقلل بشكل كبير من خطر الالتهابات والتهيّج.

أما العدسات الشهرية مثل آير أوبتكس فهي أكثر اقتصادية على المدى الطويل، لكنها تتطلب عناية دقيقة بالتنظيف والتعقيم اليومي لتجنب تراكم الرواسب والبكتيريا.

العدسات اليومية:

  • الراحة والنظافة: راحة عالية جدًا، تُستخدم مرة واحدة وتُرمى.
  • خطر التهيّج/العدوى: منخفض جدًا بفضل التخلص منها يوميًا.
  • الملاءمة للعيون الحساسة: مثالية للعيون الحساسة أو الجافة.
  • الحاجة للتعقيم: لا تحتاج إلى تعقيم.
  • التكلفة الشهرية: أعلى نسبيًا.

العدسات الشهرية:

  • الراحة والنظافة: راحة جيدة بشرط العناية اليومية.
  • خطر التهيّج/العدوى: أعلى بسبب احتمالية تراكم الجراثيم.
  • الملاءمة للعيون الحساسة: أقل ملاءمة لمن لديهم تحسس.
  • الحاجة للتعقيم: تحتاج إلى تنظيف وتعقيم يومي.
  • التكلفة الشهرية: أقل تكلفة على المدى الطويل.

أي العدسات أكثر أمانًا؟

من حيث الأمان، تتفوّق العدسات اليومية بوضوح، فهي تقلل فرص الإصابة بالالتهابات أو الحساسية لأنها دائمًا جديدة ونظيفة. بينما تتطلب العدسات الشهرية التزامًا صارمًا بالتنظيف والتخزين السليم، وإلا أصبحت مصدرًا محتملًا لتهيج العين أو العدوى.

متى يُفضل استخدام كل نوع؟

يُفضل اختيار نوع العدسات بناءً على طبيعة العين ونمط الاستخدام اليومي:

  • العدسات اليومية مناسبة لمن يعانون من حساسية أو جفاف العين، أو لمن يرغبون في استخدام العدسات لفترات قصيرة دون عناء التنظيف.
  • العدسات الشهرية تناسب من لا يعانون من حساسية ويحرصون على نظافة العدسات والعناية بها يوميًا، كما أنها خيار اقتصادي في الاستخدام المستمر.

الخلاصة

في النهاية، تعتبر حساسية العين من العدسات: الأسباب والعلاجات من الموضوعات المهمة التي يجب على مستخدمي العدسات معرفتها. الالتزام بالتعليمات الطبية واختيار العدسات المناسبة والعناية اليومية يمكن أن يقلل بشكل كبير من التهيّج والمضاعفات، ويحافظ على راحة العين وسلامتها على المدى الطويل.